( وثــــائق تــــاريخية ) عن البطولة المنسيّة

مرحباً 0000 أهلاً بكم.

في البداية، نبارك لأنفسنا جميعاً ببداية الموسم الرياضي الجديد، وفي نفس الوقت وبهذه المناسبة، نستغل الفرصة ونذكر أنفسنا ببطولة كبيرة فقدت من النصر ولم تعد.

أن يكون هناك مهاترات صحفية ومفاضلات بين أندية ولاعبين، فهذا شيء اعتدناه من واقع متابعتنا للإعلام الرياضي المريض.
وأن تقوم صحيفة حائطية بالتشكيك ببطولة حصل عليها فريق لأن فريقها المفضل والذي يسطو على الألقاب بدون وجه حق، لم يحصل هو عليها، فهذا أيضاً أمر طبيعي بالنسبة لإعلامنا الرياضي.
ولكن أن يحقق فريق بطولة كبرى للغاية تتبع لأنشطة الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ثم يقوم من يقوم بإخفائها وطمسها من قائمة بطولات مسابقات الكرة.
فهذا شيء يُوضع أمامه علامة استفهام كبيرة وعلامة تعجب أكبر، واستنكار مليء بالمرارة والغبن والإحساس بالظلم والقهر 00000



ولكن ما حكاية هذه البطولة ؟.
بعد أن تقدم العمر بالدوري العام لأندية المناطق، وبعد النهضة الشاملة التي شهدتها بلادنا في كل المجالات.
رأى المسئولون في اتحاد الكرة توسيع دوري الكرة ليشمل جميع الأندية في المملكة في وقت واحد وفي دوري واحد، وعلى أن يكون هناك دوري بالطبع للأندية الممتازة ودوري لأندية الدرجة الأولى ويتوج من خلالها صاحب النقاط الأكثر بطلاً للدوري.

ولكن كيف يتم التمييز بين الفرق القادرة على خوض الدوري الممتاز ؟.
تقرر أن يكون هناك تصنيف لهذه الفرق بدوري كبير جداً من مجموعتين ومن دورين ينطلق في الموسم الرياضي 1394 / 1395، ويشمل جميع الفرق المرشحة للدوري الممتاز ودوري الدرجة الأولى 0000وعددها ( 16 ) فريقاً هي:


المجموعة الأولى:


1- القادسية.
2- النصر.
3- الشباب.
4- الاتحاد.
5- النهضة.
6- أُحد.
7- الكفاح.
8- عكاظ.


أما المجموعة الثانية فتضم فرق:

1- الأهلي.
2- الرياض.
3- الهلال.
4- الاتفاق.
5- الخليج.
6- الوحدة.
7- الربيع.
8- الأنصار.

وفي 9/10/1394، بدأ فريق النصر خوض هذه المنافسة الكبيرة بلقاء صعب أمام فريق الشباب انتهى بالتعادل 1/1.
ثم ضد الكفاح في مكة 4/0 ثم ضد عكاظ في الرياض 6/0 ثم ضد النهضة في الدمام 1/1 ثم ضد القادسية في الرياض 1/0 ثم ضد الاتحاد في جدة 1/1 ثم ضد أُحد في الرياض 1/1.
أما نتائج الدور الثاني، فقد كانت على النحو التالي:
أمام الشباب 1/0 ثم ضد الكفاح في الرياض 1/0 ثم ضد عكاظ في الطائف 2/0 ثم ضد النهضة في الرياض 2/0 ثم ضد القادسية في الدمام 3/2 ثم ضد الاتحاد في الرياض 0/0
هنا ضمن فريق النصر صدارة المجموعة الأولى وبكل جدارة وبفارق عدد جيد من النقاط عن صاحب المركز الثاني.
فتقرر أن يخوض فريق النصر لقائه الأخير ضد فريق أُحد بالصف الثاني نتيجةً لضمان التأهل للمباراة الختامية للدوري التصنيفي لكرة القدم، فخسر لقائه ذلك بنتيجة 0/2 في المدينة المنورة.
وفي يوم 2 / 3 / 1395، كانت الصفحات الرياضية تعيش عرساً لم يسبق له مثيل من قبل، حيث العناوين المثيرة والمزكرشة والتحاليل المتعددة واللقاءات الصحفية الكبيرة، وحيث التساؤلات التي لا تهدأ عن الفريق الذي سيفوز بأول وأكبر دوري في المملكة.




صحيفة الجزيرة صبيحة يوم المباراة


وكان موعد جماهير الكرة عصراً مع المباراة الختامية لأكبر دوري أٌقيم في المملكة على الإطلاق.
حيث اكتظ ملعب الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالملز بجماهير غفيرة جداً ومنذ وقت مبكر للاستمتاع بمشاهدة تلك المباراة الكبيرة في لقاء غير تقليدي، بحكم أن الفريقين المتنافسين يخوضان لأول مرة لقاءً من الوزن الثقيل في نهائي كبير للغاية.
وبحضور الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس الجمعية العمومية لكرة القدم، صاحب السمو الملكي الأمير / فيصل بن فهد يرحمه الله، وكبار المسئولين في جهاز الرياضة.
انطلقت تلك المباراة الكبيرة، حيث قدم فريق النصر وكعادته دائماً مباراة كبيرة تليق بالمناسبة، وقدم لمحات فنية في المباراة تسبق زمانه وزمان الفرق المشاركة.




لقطة من المباراة النهائية للدوري التصنيفي، حيث يُشاهد الملعب وهو مكتظ بالجماهير.



وتنتهي تلك المباراة الكبيرة وبعد أن صد الحارس العملاق / مبروك التركي يرحمه الله ضربة جزاء هلاليه في نهاية الشوط الأول، تنتهي بنتيجة 3/1، بعد أن كان فريق النصر متقدماً 3/0، وليصعد قائد فريق النصر الكابتن / ناصر الجوهر منصة التتويج ليستلم الكأس الكبيرة من يد صاحب السمو الملكي الأمير / فيصل بن فهد يرحمه الله.





قائد فريق النصر / ناصر الجوهر يستلم الكأس من يد الرئيس العام لرعاية الشباب
.


ولم تطالع الجماهير مناحة وحزن وفزع وجزع كما طالعوها في الصحف المتهالكة في اليوم التالي للمباراة، حيث عم الحزن العميق الصحف المتطرفة بعد فوز النصر الطبيعي والطبيعي جداً على منافسه فريق الهلال الذي اعتاد على الخروج خاسراً أمام النصر.

( لا عليك يا هلال )، ( لا بأس يا هلال )، ( لحظة خطاء يستغلها النصر ويفوز بالكأس ) ، ( النصر يستغل سوء تطبيق الهلال للخطة )، ( ماذا حدث )، ( دفاع الهلال يهدي الفوز للنصر ) ( ضربة الجزاء والأمل المفقود ) 0000000 الخ.
هذه هي العناوين التي وضعت في الصفحات الرياضية في جريدتي الرياض والجزيرة ومجلة اليمامة معبرةً عن مدى حزنها وأسفها على خسارة الهلال لأكبر بطولة في تاريخ المسابقات الكروية، وكأن الهلال خسر من فريق من دولة معادية غير إسلامية !!.








الصحف المتطرفة في اليوم التالي من المباراة، ويظهر مدى الحزن العميق في صفحاتها.





وفي 11/3/1395، أعتمد الرئيس العام لرعاية الشباب هذه البطولة ضمن أنشطة الرئاسة كالمتبع.




وفي الموسم الجديد 1395 / 1396، كانت فرق النصر / الهلال / الاتحاد / الأهلي / القادسية / الوحدة / الشباب / الرياض. تخوض منافسات أول دوري للأندية الممتازة، إلا أن هذا الدوري أُلغي بعد نهاية أسبوعه الرابع لارتباط وانشغال المنتخب السعودي بدورة الخليج الرابعة في قطر.
وفي الموسم الرياضي 1396 / 1397، خاضت الفرق المذكورة، الدوري الممتاز الذي حقق بطولته فريق الهلال، كأول فريق يحصل على بطولة الدوري الممتاز ( بغض الطرف عن الطريقة التي حصل بها عليها ).
أي وباختصار شديد، يعتبر فريق النصر أول فريق يحصل على دوري بشكل عام، وفريق الهلال أول فريق يحصل على دوري ممتاز.

ومرت السنوات تلو السنوات، ومرت المسابقات تلو المسابقات، وبدأت الصحف في نشر جداول تبين المسابقات الكروية وأبطالها.
وتفاجأ الجميع بدون استثناء، بعدم وضع بطولتين كبيرتين حصل عليهما فريق النصر في جداول البطولات !!.
هاتين البطولتين تمثلان بطولتي الدوري التصنيفي والذي حصل عليه فريق النصر في العام 1395، وبطولة كأس الاتحاد السعودي لكرة القدم في العام 1396.
وبعد فترة معينة، تذكر المسئولين عن مسابقات الكرة، أن هناك بطولة حققها فريق النصر تمثل أول بطولة لكأس الاتحاد لكرة القدم والتي انطلقت منافساتها في العام 1396، فتقرر إدراجها ضمن بطولات النصر وكأول مسابقة لكأس الاتحاد السعودي لكرة القدم على الإطلاق.

وبعد هذه الحادثة المروعة التي أصابت الصحف الحاقدة، استماتت بكل ما أُوتيت من قوة لكي لا يحصل فريق النصر على لقب صاحب أول بطولة دوري في المملكة، الذي حققها بالفعل في العام 1395.
وقد نجحت هذه المساعي بالفعل للأسف، نجحت في طمس معالم تلك البطولة الكبرى التي تعتبر ( الأم ) لكل مسميات الدوري في المملكة !!، وهذا هو السر الحقيقي لعملية الإخفاء !!، لا يريدون أولويات للنصر.

ولدينا هنا تساؤل: لماذا احتسبت بطولة الدوري المشترك لفريق الاتحاد والذي أقيم في العام 1402 ؟.
ألم يجمع ذلك الدوري الفرق الممتازة وفرق الدرجة الأولى معاً ؟، ألم يقسم ذلك الدوري إلى مجموعتين كما حدث بالضبط في الدوري التصنيفي ؟.
إذن ما الأمر ؟.
ولو كان الفريق الآخر هو الذي فاز في تلك المباراة، هل سيتناساها الزمن ؟؟؟.

الآن، وقبل وبعد كل بطولة، نشاهد الصحف وهي تنشر جداولها الخاصة بقائمة الأبطال وهي تخلو تماماً من بطولة الدوري التصنيفي، أول بطولة دوري في المملكة !!.
ذلك الدوري الذي أُعتبر نقلة كبرى في عالم مسابقات كرة القدم السعودية، والذي أشرف عليه الاتحاد السعودي للكرة، وقام بتسليم كأسه الذهبية راعي الرياضة الأمير / فيصل بن فهد يرحمه الله !!!.
حيث أنه من الواجب عند نشر الجدول الذي يختص ببطولات الدوري ومسمياته والمسابقات الكروية بشكل عام، أن يوضع فريق النصر على قائمة ذلك الجدول، لا أن يتم تجاهله.

أليس هذا مضحكاً ؟، أليس هذا مبكياً ؟، ألا يدل هذا الأمر على أن إعلامنا الرياضي يئن تحت وطأة ظلم أيدي غير أمينة ؟.
ألا يدل ذلك على عشوائية مخيفة يعيشها إعلامنا الرياضي.

ماذا تريدون ؟؟؟.
ألم تذكركم نكبة ( كوريا واليابان ) بشيء ؟.
عندما يصاب المرء بنائبة وهو مسرف في ارتكاب المعاصي والمحذورات. ألا يعود لربه تائباً نادماً مخلصاً ؟.
ألم تذكركم مصيبة المونديال الأخير بشيء ما ؟.
ألم يدر في خلدكم أن هذه النكبة الموجعة ليست إلا حصاداً لعشوائية وظلم وعدم مساواة عاشتها الرياضة السعودية ردحاً من الزمن ويتحمل جزءاً كبيراً من مسئوليتها أقلامكم المتطرفة ؟.

عشاق نادي النصر لا يريدون بطولة يُقرر لها بقرار ظالم من خلف الكواليس ومن صافرة حكم غادرة داخل الملعب.
محبو النصر وغيره من الأندية، يريدون عدلاً ومساواة 0000 يريدون إعطاء كل ذي حقِ حقه بدون زيادة أو نقصان.
يريدون روحاً رياضيةً ولقاءات كروية بعيدة عن التعصب والتشنج والدسائس والكره والحقد التي أوجدتموها في مجتمعنا الرياضي.

وتذكروا أن الأيام يداولها الله بين الناس، وأن الحياة لا تدوم لأحد.
وتذكروا أيضاً، أن الظلم ظلمات يوم القيامة.
وسوف يأتي يوم تجدون أنفسكم فيه تحت الأقدام وفي طي النسيان، وهو مكانكم الطبيعي ومصيركم المحتوم.

تصبحون على خير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.