75 عاما مضت على رحيل أمير الشعراء أحمد شوقي وشاعر النيل حافظ إبراهيم. بعد هذه السنوات الطويلة طرح مثقفون مصريون تساؤلات عن حالة الشعر والشعراء وسط مخاوف من سحب بساط إمارة الشعر من تحت أقدام مصر.
وفي هذا الصدد حذر الأدباء والشعراء من تراجع دور مصر على المستوى الثقافي وذلك في الاحتفال الذي أقامته وزارة الثقافة المصرية في ذكرى مرور 75 عاما على رحيل أحمد شوقي وحافظ إبراهيم.
وعدّ المشاركون الاحتفال الذي نظمه المجلس الأعلى للثقافة بمثابة دعوة لرد المكانة الرفيعة إلى شعر حافظ وشوقي بعد تعرضهما لما وصفوه بهجمة شرسة حاولت التشكيك في جدارتهما لتولي منصة إمارة الشعر العربي في العصر الحديث. كبار الشعراء حذروا من تأثير سيئ للفضائيات على الشعر العربي (الجزيرة نت) ضرورة ملحة رئيس لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة الشاعر عبد المعطي حجازي قال في تصريح للجزيرة نت إن الاحتفال بحافظ وشوقي يمثل ضرورة ملحة.
وحذر في هذا الصدد من غياب الشعر عن الذاكرة المصرية, حيث "لم يعد هناك مسرح يعرض أعمالا شعرية ولا توجد كتب تتحدث عن هذه الأعمال سلبا أو إيجابا".
وحمل حجازي المؤسسات التعليمية والثقافية والإعلامية في مصر المسؤولية عن تراجع نشر أعمال حافظ وشوقي وإلقاء الضوء عليها، مشيرا إلى أن المجلس الأعلى للثقافة أعاد طبع أعمال الشاعرين والأعمال التي كتبت حولهما بحيث تكون متاحة للقارئ.
ورفض القول بأن الاحتفاء بشوقي وحافظ يحمل معنى التعصب لهما لكونهما شاعريين مصريين, مشددا على أن الاحتفال هو للشعر العربي بشكل عام.
وقال إن "النعرة القطرية التي تتنازع حول ما يسمى إمارة الشعر ظاهرة غريبة على المجتمعات العربية وإنها نتاج لما أصاب الفكر العربي من الاهتزاز بعد هزيمة يونيو/حزيران 1967".
ويشمل الاحتفال الذي يستمر أربعة أيام مجموعة من الفعاليات تتضمن ندوات بعنوان "مصر والعالم في شعر حافظ وشوقي" و"مشاهد من مسرح شوقي" و"ماذا تبقى من شعر حافظ وشوقي؟". وتقام مجموعة من الأمسيات الشعرية والغنائية التي تقدم أشعارهما.
خلخلة التراث أولى ندوات الاحتفال شهدت انتقادا حادا لواقع الشعر في مصر حيث أشارت مداخلات المتحدثين إلى "خفوت" صوت الشعراء على الساحة الثقافية، وتراجع الشعر أمام الرواية التي تحولت إلى "ديوان العرب"، وظهور فنون أخرى من الأدب نافست الشعر مثل قصيدة النثر، وهو ما يعني برأيهم "خلخلة التراث الشعري والتنكر للشعر القديم والرضوخ للغزو الثقافي المتخفي في رداء العولمة".
وفي تصريحه للجزيرة نت توقع الشاعر محمد التهامي عودة الشعر القديم الذي يمثله حافظ وشوقي إلى سابق عصره، مستشهدا بوجود أجيال جديدة تقدم الشعر العمودي "رغم كل ما يقال عن تراجع دور هذا النوع من الشعر".
وقال التهامي إن حافظ وشوقي استلما صحوة الشعر من الشاعر محمود سامي البارودي وأضافا إليه وجددا فيه.
تأثير الفضائيات
أما الفضائيات فقد تعرضت لانتقاد شديد على لسان الشاعر أحمد درويش الذي قال إنها "تنظم مسابقات تحت مسمى إمارة الشعر تعكس ضحالة منظميها فكريا وتحصر إمارة الشعر في أصحاب الهواتف المحمولة ورسائله القصيرة".
وأشار أحمد درويش إلى أن الوعي الثقافي العربي تجاهل هذه الظاهرة ولم يلتفت إليها.
من جهته قال الشاعر محمد فتوح إن ثمة هجمة شرسة أرادت النيل من حافظ وشوقي، وهو ما يحتم برأيه ضرورة إعادة مكانتهما قائلا إن شعرهما صالح للقراءة "أمس واليوم وغدا".
واتمنى ردودكم