[size=18]
كان وحيد والديه إلا أنه كان سليط اللسان بذئ الكلام،فكان يوجه سبابه وشتائمه إلى والديه دون مراعاة لما
حث عليه الدين الحنيف من طاعة الوالدين واحترامهما والسمع والطاعة لهما وعدم إيذائهما حتى ولو بأقل
الكلام، ولكن هذا العاق كان شديداً على والديه، وكانت أمه المسكينه من حبها له وخوفها عليه دائمة
النصح له بأن يبتعد عن رفاق السوء الذين كانوا السبب في ابتعاده عن الدين والأخلاق الحميدة، وسبباً في
تخلفه الدراسي وانحرافه، إلا أن هذا الشقي لم يكن ليسمع كلامها بل يرد عليها بأرذل الألفاظ وكان يقسو
عليها حتى نفذ صبرها فهددته بأن تخبر أحد أخواله كي يؤدبه ولكن هذا العاق الشقي سب خاله وتحدى
أن يفعل له شيئا فلقد بلغ الرابعة والعشرين من عمره فلا يستطيع أي من كان أن يفعل له أي شيء فهو
يستطيع أن يدافع عن نفسه، وأخذ يتطاول على أمه بالكلام القبيح والألفاظ البذيئة وزادت ثورته وسيطر
عليه الغضب وأخذ إبليس بناصيته ففقد أعصابه والتقط الحذاء وقذف به أمه المسكينه تبكي وتندب حظها،
من شدة حزنها وحرقة قلبها دعت عليه وهي تبكي وتنتحب، وفي الليل عاد الشقي بعد أن قضى معظم
الوقت مع أصدقاء السوء وألقى بجسده على الفراش وقط في النوم وفي الصباح استيقظ وكانت مفاجأة أنه
لا يستطيع ان يحرك يده اليمنى يده التي قذف بها الحذاء تجاه امه لا تتحرك شلت يده اغلق عليه الباب
واخذ يبكي من خول ما أصابه وجرم ما ارتكبه في حق والديه,ورق قلب الأم المسكينه لما أصاب فلذة كبدها
ولكن لا تستطيع أن تفعل له شيئاً فأخذت تدعو الله عز وجل أن يشفيه وهي تبكي وتنتحب.[/size]